موضوع: نصائح وتوجهات للشباب المسلم تجاه نفسه ودينه وامته 9/15/2018, 19:16
سؤالي : ما هو دور الشباب المسلم في بناء المجتمع والأمة الإسلامية ؟ يلاحظ أن القرآن الكريم ذكر الشباب في أكثر من موضع ، قال تعالى : ( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) الأنبياء/ 60 ، وكذلك السنَّة النبوية الصحيحة ، وما هي نصيحتكم للشباب المسلم في العالم كله ، تجاه دينه ، ومجتمعه ، وأمَّته ؟ وجزاكم الله خيراً .
تم النشر بتاريخ: 2009-11-03
الجواب : الحمد لله
أولاً:
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
" الشباب في أي أمَّة من الأمم هم العمود الفقري الذي يشكل عنصر الحركة ، والحيوية ؛ إذ لديهم الطاقة المنتجة ، والعطاء المتجدد ، ولم تنهض أمَّة من الأمم - غالباً - إلا على أكتاف شبابها الواعي ، وحماسته المتجددة " .
ولقد علم أعداء الإسلام هذه الحقيقة ، فسعوا إلى وضع العراقيل في طريقهم ، أو تغيير اتجاههم ، إما بفصلهم عن دينهم ، أو إيجاد هوة سحيقة بينهم وبين أولي العلم ، والرأي الصائب ، في أمتهم ، أو بإلصاق الألقاب المنفِّرة منهم ، أو وصفهم بصفات ونعوت ، غير صحيحة ، وتشويه سمعة من أنار الله بصائرهم في مجتمعاتهم ، أو بتأليب بعض الحكومات عليهم " .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 2 / 365 ) .
ثانياً:
لما سبق بيانه كان على الشباب المسلم دورٌ مهم ، وأعمال بالغة الأهمية ؛ لينهضوا بأنفسهم تجاه ما يراد بهم ، وليكونوا حرَّاساً للدين تجاه ما يكاد به .
ويمكن أن نلخص ذلك الدور ، وتلك الأعمال فيما يلي :
1. العلم الشرعي .
قال تعالى : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) الزمر/ من الآية 9 .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ ) – رواه ابن ماجه ، وهو حديث حسن - .
فالعلم واجب شرعي على كل مسلم ، ولا يمكن للجاهل أن يفهم دينه ، ولا أن يدافع عنه في المحافل ، والمنتديات ، والجاهل لا تستفيد منه أمته ، ولا مدينته ، ولا قريته ، ولا أهله ، فلذا كان على الشباب المسلم أن يسارعوا إلى حلقات العلم ، في المساجد ، والمراكز الإسلامية ، وأن يستثمروا نشاطهم وفراغهم في حفظ القرآن ، وقراءة الكتب .
2. الدعوة إلى الله ، وتعليم الناس .
قال تعالى : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران/104 .
والدعوة والتعليم : زكاة العلم ، وواجب على من تعلَّم العلم الشرعي أن يبلغه لغيره ، وأن يساهم في هداية الكفار إلى الإسلام ، وهداية العصاة إلى الاستقامة .
3. الصبر على أذى الناس .
قال تعالى – على لسان لقمان وهو يعظ ابنه - : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) لقمان/ 17 .
ولا بدَّ – غالباً – للداعية من أن يصاب بأذى قولي ، أو فعلي ، ولا ينبغي لذلك أن يصده عن الاستمرار في الدعوة إلى الله ، وليعلم أن الأنبياء والمرسلين قد أصابهم من ذلك الشيءُ الكثير ، وهو يسير على هديهم ، وطريقهم ، فليصبر ، وليحتسب .
4. الطاعة للأوامر ، والاجتناب للنواهي .
والشاب المسلم مطيع لربه تعالى ، فلا يسمع أمراً من الشرع إلا ويكون أول المستجيبين له ، ولا نهياً إلا ويكون أول المبتعدين عنه ، وقد استحق مثل هذا الشاب الثواب الجزيل يوم القيامة في أن يكون في ظل عرش ربِّه تعالى ، في وقت تدنو الشمس بلهيبها فوق رؤوس الخلائق .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ : الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ... ) متفق عليه .
5. تزكية النفس .
ومما يحتاجه الشاب المسلم ، ويجب علينا نصحه به : أن يجعل لنفسه نصيباً من التزكية ، فيجتهد على نفسه فيربيها على القيام بما يتيسر من العبادات النوافل ، كقيام الليل ، وصيام الأيام الفاضلة ، وقراءة الأوراد والأذكار اليومية ؛ فهي زاد الشاب للثبات على طريق الهداية ، مع الالتزام بحفظ البصر عن المحرمات ، وصيانة السمع عن المنكرات ، وهكذا باقي جوارحه يجعلها مصونة عن ارتكاب ما يبغضه ربه ، ولا يرضاه منها .
ومما يحرص عليه الشاب المسلم في هذا الباب : إعفاف النفس ؛ تنفيذاً للوصية النبوية منه صلى الله عليه وسلم حين خاطب الشباب فقال : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) متفق عليه – و " الباءة " : هي القدرة على تكاليف الزواج ، من مهر ، ونفقة ، و" الوجاء ": الوقاية ؛ لأن الصوم يكسر حدّة الشهوة - .
والشاب المسلم لا توجهه عاطفته ، ولا تقوده حماسته ، إنما يسير على طريق الهداية بتوجيه العلماء الثقات ، والشيوخ الكبار ، ممن لهم علم واسع ، وتجارب نافعة ، فيهتدي بنصحهم ، ويعمل بمشورتهم ، ويُرجى أن يكون بعد ذلك أكثر نفعاً لأمته ، ودينه ، ويكون أكثر حماية ممن يكيد بالشباب لصرفهم عن رسالة الحق ، ونشر النور في الأرض .
7. أن يكونوا قدوة حسنة للناس .
وهذا هو حال طلاب العلم ، والدعاة إلى الله ، فالشباب المسلم الذي يقوم على تعليم الناس ودعوتهم ليس له أن يخالف فعلُه قولَه ، بل هو متحلٍّ بالفضائل التي يدعو إليها ، وقائم بالطاعات التي يرغب الناسَ بها ، وهو قدوة لغيره في الأمانة ، والاستقامة ، والصدق ، والعفاف ، وغير ذلك من الأخلاق الواجبة والفاضلة .
وأكثر من نراه اليوم في عالَم تقليد الكفار في لباسهم ، وهيئاتهم ، وحركاتهم : هم طائفة الشباب ، وللأسف ، لذا كان من الدور المهم للشاب المسلم : أن يكون فخوراً معتزّاً بدينه ، لا يخجل من إظهار شعائره ، ولا يتوارى من الناس حين يقوم بعبادة خالقه ، وهو يبغض في قلبه الكافر ، وفعله ، فلا يتشبه بهيئته ، ولا بلباسه ، وهو بهذا يكون قدوة لغيره من الشباب الذي انماع في قبائح الحضارة الغربية الكافرة .
9. الجهاد ، وبذل النفس في سبيل الله .
والأمة الإسلامية تحتاج لكل طاقة في الشباب المسلم ، فلذا يبذل الشاب نفسه رخيصة في سبيل إعزاز دينه ، فإذا ما غزا كافرٌ بلاد الإسلام سارع للذب عنها ، والدفاع عن حرمات المسلمين ، وإذا شُرِّدت العائلات : قام على رعايتها ، والعناية بها ، وهو في كل ذلك جندي للإسلام ، يُرَى حيث تكون الحاجة لنشاطه وقوته فيبذلها رخيصة لربه تعالى ، وقدوته في ذلك : الشباب المسلم من الصحابة الأجلاء ، كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين نام في فراش النبي ليلة الهجرة ، وكعبد الله بن أبي بكر ، حيث كان يستمع أخبار قريش ، ويزوِّد بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبا بكر رضي الله عنه ، وكأسامة بن زيد رضي الله عنهما ، حين قاد جيشاً فيه كبار الصحابة رضي الله عنهم .
ونسأل الله تعالى أن يصلح حال المسلمين ، وأن يهدي شبابهم للعمل بما يرضي ربهم ، وأن يجعلهم هداة مهتدين .
والله أعلم
توقيع : اسطورة المستقبل
الأمل القادم
بيانات العضو
التسجيل : 11/09/2011
العضوية : 25
الجنس :
المشاركات : 396
التواجد : اليمن
معدل النشاط : 1790
تقييم المستوى : 11
موضوع: رد: نصائح وتوجهات للشباب المسلم تجاه نفسه ودينه وامته 9/17/2018, 17:52