منتديات تفاحة ادم


 


الأحداثالأحداث  الرئيسيةالرئيسية  المقالاتالمقالات  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  





ضوابط الحوار ؟

حفظ البيانات؟
الرئيسيّة
التسجيل
التعليمات
إستعادة كلمة المرور
مشاركةاليوم
بحث
دخول

























شاطر
 

 ضوابط الحوار ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اسطورة المستقبل
اسطورة المستقبل

بيانات العضو
التسجيل : 04/10/2010
العضوية : 3
الجنس : انثى
المشاركات : 372
التواجد : ?????
معدل النشاط : 3589
تقييم المستوى : 10

ضوابط الحوار ؟ Empty
مُساهمةموضوع: ضوابط الحوار ؟   ضوابط الحوار ؟ Icon_minitime112/18/2014, 22:49






إحسان النية والقصد:
أولا: من أول هذه الضوابط إحسان النية والقصد، وذلك بأن ننوي بمناقشاتنا الوصول إلى الحق والتقرب إلى الله – جل وعلا – والتعبد له – سبحانه وتعالى – فنحن ندعو إلى الله بالحوار من أجل أن نحصل على الثواب الأخروي، من أجل أن يرضى عنا ربنا – جل وعلا – وفي إحسان النية والقصد أجر عظيم، وثواب كبير، فالأعمال إنما يثاب عليها بقدر النيات كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» (5).
والدليل على وجوب إحسان القصد في مثل هذه المناظرات والمحاورات قوله – جل وعلا – ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [سورة النساء: الآية 114]، فحينئذ نحاضر، نبتغي بذلك مرضاة رب العالمين، حتى نحصل على الأجر العظيم.
الحرص على الصدق:
ثانيا: ومن آداب الحوار في شريعة الإسلام، الحرص على الصدق، فلا يدعو الإنسان إلا إلى مبدإ يصدق فيه، ولا يستدل إلا بدليل يكون صادقًا فيه، فلا يكذب في مثل ذلك، فإن الكذب خُلُق مذموم، جاءت الشريعة بالنهي عنه، والصدق خلق فاضل جاءت الشريعة بالأمر به، قال الله – جل وعلا – ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [سورة التوبة: الآية 119].
ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا» (6). فمن صفات المنافق أنه إذا حدث كذب.
وجاء في سنن الترمذي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «دَع ما يَرِيبُك إلى ما لا يَريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة» (7). فعلينا أن نحرص في محاوراتنا ومناقشاتنا على أن نكون صادقين، فلا نتكلم إلا بما هو موافق للواقع، وألا نتكلم في أمر نعلم أنه مخالف للحق والواقع.
ألا يتكلم الإنسان إلا بعلم:
ثالثا: ومن آداب الشريعة في هذه المحاورات والمناقشات ألا يتكلم الإنسان إلا بعلم، فلا يقول شيئا إلا وهو يعلم مستنده، ويعرف دليله، لئلا يكون ممن يتكلم في أمور لا يعرف الحق فيها، ولا يسندها إلى علم صحيح، قال – سبحانه – ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [سورة الإسراء: الآية 36]، وخصوصًا إذا كان ذلك فيما يتعلق بشرع الله ودينه، فإن القول على الله – جل وعلا – بغير علم من أعظم الذنوب وأكبرها، قال – جل وعلا – ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ [سورة الأنعام: الآية 21]، يعني أنه لا يوجد أحد أعظم إثما ممن يفترون على الله الكذب، وينسبون إلى الله ما لا يجوز نسبته إليه، وقال – جل وعلا – ﴿وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى﴾ [سورة طه: الآية 61].
فعلى الإنسان أن يحذر من أن ينسب إلى شرع الله ما ليس منه، فإن ذلك من أعظم الذنوب، ولما ذكر الله – عز وجل – المحرمات قال – سبحانه – ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [سورة الأعراف: الآية 33]، وقال – جل وعلا – ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [سورة البقرة: الآية 168-169]، فهذا يدعو الإنسان إلى الحذر من الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلبه، فيجادل عنها، ويتكلم بها، ويحاور من أجلها، فهذا كله مخالف للشرع، ومن أعظم الذنوب، قال – جل وعلا – ﴿وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾ [سورة الأنعام: الآية 121].
وإن من أعظم الإثم، وكبائر الذنوب ما يفعله بعض أصحاب الوسائل الإعلامية – من صحف وغيرها – من نشر مقالات لأناس لا ينتسبون إلى علم شرعي، ينكرون فيه شيئًا من المبادئ الشرعية، أو شيئًا من الأحكام الشرعية الثابتة بالكتاب والسنة، فلا شك أن هذا من عظائم الذنوب، ومن كبائر الإثم، فعندما يأتي إنسان يناقش شيئًا من هذه المسلمات يجب علينا أن نقف ضد مثل هذه المقالات، ويجب علينا أن نتقرب إلى الله – عز وجل – بإنكارها.
ألا يتكلم الإنسان بما يخالف مبدأ شرعيا:
رابعا: ومن آداب الحوار، ألا يتكلم الإنسان بما يخالف مبدأ شرعيا، فقد توافرت النصوص بالأمر بالتزام ما جاء في الشرع، في كتاب الله – جل وعلا – وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – وعدم مخالفتهما، قال – تعالى – ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ [سورة آل عمران: الآية 32]، وقال – سبحانه – ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [سورة الأحزاب: الآية 36]، وقال – سبحانه – ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [سورة النور: الآية 63].
وإذا تقرر هذا، فيجب علينا إذا وقع بيننا خلاف في مسألة نتحاور فيها، أن نرجع إلى الأدلة الشرعية، كتابا وسنة، كما قال – جل وعلا – ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [سورة النساء: الآية 59]، وكما قال – جل وعلا – ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ [سورة الشورى: الآية 10]، فالأدلة الشرعية وحدها هي الحاكمة.
وهذا هو شأن أهل الإيمان، وأما غيرهم فلا يُحكّمون هذين الأصلين العظيمين، فالحذر الحذر من ترك التحاكم إلى كتاب الله – تعالى – وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – قال – جل وعلا – ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [سورة النساء: الآية 65]، فأهل الإيمان إذا جاءهم شيء من النصوص سلموا به، ولم يناقضوه ولم يدعوا إلى مقالة تخالف ما في كتاب الله، قال – تعالى – ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [سورة النور: الآية 51]، وهذا هو فعل أهل الإيمان.
التواضع:
خامسا: ومن الآداب التي جاء بها الشرع فيما يتعلق بالحوار، التواضع فيما بين المتحاورين، بحيث لا يفخر بعضهم على بعض، ولا يتكبر بعضهم على بعض، فإن الفخر والتكبر ليس من شأن أهل الإسلام، قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرة من كبر». قيل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونَعْلُه حسنة. قال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر (Cool الحق، وغَمْط (9) الناس» (10).
وجاء في الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلاَ يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ» (11).
وقال – سبحانه – ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [سورة غافر: الآية 56]، فعلى المتحاور تجنب التكبر على من يناقشه، ويحاوره، وعليه أن يتواضع معه ويرفق به، حتى يكون بذلك موصلا إلى الحق، داعيًا إلى الخير.
عدم الاعتداء على الآخرين بالكلام السيئ:
سادسا: ومن الأمور التي جاء الشرع بالتزام بها في الحوار، عدم الاعتداء على الآخرين بالكلام السيئ، بل الواجب على المؤمن إذا حاور غيره في دعوته إلى الله، أو إلى شيء من شرائعه، أن يخاطبه بالأسلوب الحسن، وبالكلام الطيب الهين الذي يجد طريقه ومسلكه إلى القلوب كما قال – سبحانه – ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ [سورة الإسراء: الآية 53]، ومن الوصايا الإلهية للأقوام السابقين ما قاله – سبحانه – ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [سورة البقرة: الآية 83].
والنبي – صلى الله عليه وسلم – قد بين أن الكلمة الطيبة صدقة، فعلى المتحاور ألا يتكلم إلا بكلام طيب، تقبله النفوس، خصوصا في محاوراته التي يقصد بها الدعوة إلى الله – جل وعلا -.
ألا نعين على الظلم:
سابعا: ومن الأمور التي يجب علينا التزامها فيما يتعلق بمجادلتنا وحوارنا، ألا نكون في مجادلتنا وحوارنا ممن يعين على الظلم، أو يعين الظالمين، بل يجب أن يكون المقصود بالحوار إيصال الحق إلى الخلق، وترغيب الناس في التزام شرع الله، وطاعته حتى نكون بذلك ممن أثيب على عمله أعظم الأجر والثواب، قال – جل وعلا – في قوم سرقوا في عهد النبوة فجاء بعض قرابتهم إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – يجادلونه فيهم ويحاولون مع النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يقذف هذه التهمة إلى غيرهم، فأنزل الله – جل وعلا – قوله – سبحانه – ﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا﴾ [سورة النساء: الآية 109].
فعلينا أن نحرص في مجادلتنا ومحاورتنا ألا نكون ممن جعل هذه المجادلة والمحاورة في نصرة الظلم، أو الظالمين، بل ينبغي أن نجعلها في سبيل نشر الحق والعدل بين الناس، ومن هنا، فإن النصرة الحقيقية للظالم إنما تكون بردعه عن الظلم، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا، أَوْ مَظْلُومًا». فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا، كَيْفَ أَنْصُرُهُ ؟ قَالَ: «تَحْجُزُهُ، أَوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ» (12).
فمن الأمور التي جاءت الشريعة بجعلها أدبا من آداب الحوار التزام جانب العدل، فلا نظلم من نتحاور معه، سواء كان هذا الظلم بمقالة سيئة، أو بنسبة خبر كاذب إليه، بل الواجب العدل مع من يخاصمنا ويحاورنا.
ولا شك أن العدل من المبادئ الشرعية التي وردت بها شريعتنا يقول – سبحانه – ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ [سورة النحل: الآية 90] وقال – جل وعلا – ﴿وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [سورة الحجرات: الآية 9]، وجاء في الحديث: «إن المقسطين عند الله على مَنابِرَ من نور عن يمين الرحمن – عز وجل – وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» (13).
والعدل خلق إسلامي فاضل قد جاءت الشريعة بالالتزام به في كل حياتنا، ومن ذلك أن نلتزم به فيما يتعلق بمحاوراتنا ومناقشاتنا ومجادلاتنا لغيرنا.
المحبة:
ثامنا: ومن الأمور التي جاءت بها الشريعة أيضا أن يلتزم المتحاوران المحبة بينهما، فيحب كل واحد منهما الآخر، مع اختلافهما في المسألة التي يتحاورون فيها، فإن الشريعة قد رغّبت أهل الإيمان في أن يحب بعضهم بعضا، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أولا أدُلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفْشُوا السلام بينكم» (14).
وجاء في الحديث القدسي أن الله – عز وجل – يقول: «وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيّ، والمتباذلين فيّ، والمتزاورين فيّ» (15).
وفي الحديث الآخر: «إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» (16).
وقد جاءت نصوص عديدة ترغب المؤمنين في أن يحب بعضهم بعضا.
المعاملة بالحسنى:
تاسعا: ومن الأخلاق الإسلامية التي رغبت فيها الشريعة عموما، وفيما يتعلق بالمتحاورين خصوصا، المعاملة بالحسنى، بحيث يعامل كل من المتحاورين الآخر معاملة طيبة رقيقة فاضلة، قال – جل وعلا – ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [سورة فصلت: الآية 34-35].
فعلى أهل الإيمان أن يتعاملوا فيما بينهم بالمعاملة الحسنة الطيبة، حتى يكونوا بذلك ممن أثنى الله – عز وجل – عليهم في الآية السابقة.
الحلم:
عاشرا: ومن الصفات التي ينبغي أن يلتزم بها المتحاوران الحلم، فكل منهما يحلم على صاحبه، بحيث لا يسرع في الرد عليه، أو في جوابه بحيث يطيش ذهنه، فلا يتمكن من الجواب.
وقد جاءت الشريعة بالترغيب في الحلم، وبيان فضله، قال النبي – صلى الله عليه وسلم – لأشج عبد القيس: «إن فيك خصلتين (17) يحبهما الله الحلم والأناة (18)» (19).
فعلينا أن نحرص في مجادلاتنا ومحاوراتنا على الرفق بمن نحاور، وبمن نناقش، فإن الرفق خلق إسلامي فاضل، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرِّفْقَ لا يكُونُ فِى شىْءٍ إِلاَّ زانهُ ولا يُنْزَعُ مِنْ شىْءٍ إِلاَّ شانهُ» (20).
ويقول – صلى الله عليه وسلم -: «إِنّ اللّه رفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْق، ويُعْطِي على الرِّفْقِ ما لا يُعْطِي على الْعُنْفِ، وما لا يُعْطِي على ما سِواهُ» (21).
فعلى المسلم أن يكون رفيقًا مع محاوره ومجادله، فيحرص عند المحاورة والمجادلة على ترك الغضب، فلا يغضب على المتخاطب معه، ولا يرفع صوته على جهة الغضب، فإن الشريعة قد نهت عن الغضب، وحذرت منه، فقد جاء رجل للنبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: أوصني. قال: «لا تغضب». فردد مرارا، قال: «لا تغضب» (22 ). قال له ذلك ثلاثا، وقد جاء في الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «ليس الشديد بالصُّرَعة (23 )، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» (24).
الصفح:
حاديَ عشرَ: ومن الأخلاق الإسلامية أيضا الواردة في مثل هذا، أن المتحاورين إذا اعتدى أحدهما على الآخر، فيستحب للآخر أن يصفح عن خطإ مقابله، وأن يتجاوز عن خطئه، وأن يعفو عنه، فإن الصفح والعفو من الأخلاق الإسلامية التي رغبت فيها الشريعة، قال – تعالى – ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [سورة النور: الآية 22]، وقال ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [سورة آل عمران: الآية 133-134]، ثم بين الله – جل وعلا – أنه أعد لهذا الصنف جنات يوم القيامة.
فينبغي لنا أن نحرص على هذا الخلق الفاضل، فإن الأنبياء هم قدوتنا، وقد كانوا على أعلى الدرجات من الصفح، فقد عامل النبي – صلى الله عليه وسلم – الذين قاتلوه وحاربوه، بالصفح والعفو، وانظروا كيف عامل الله – جل وعلا – الذين حاربوا دينه، وحاربوا أنبياءه وشرعه، حيث عفا عنهم، وتجاوز عما مضى من أفعالهم، لما تابوا إليه – جل وعلا -.
فالمقصود أن خلق الصفح والتجاوز، هو خلق الأنبياء – عليهم السلام – وجاء في حديث ابن مسعود – رضي الله عنه – في الصحيح: كأني أنظر إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – يحكي نبيًّا من الأنبياء، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون (25).
إذا تقرر هذا، علمنا أن الصفح خلق إسلامي فاضل، التزمه الأنبياء – عليهم السلام – فأورثهم الله – جل وعلا – المثوبة العظيمة في الآخرة، وأثابهم به أيضا في الدنيا رفعة الشأن، فإن الله – جل وعلا – قد أجرى سنة كونية في خلقه، وهي أنه من كان متصفا بصفة العفو والصفح، فإن الله يرفع درجته، ويعلي منزلته، كما جاء في الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عِزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» (26).




































توقيع : اسطورة المستقبل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غربة معلم
غربة معلم

بيانات العضو
التسجيل : 29/09/2010
العضوية : 1
الجنس : ذكر
المشاركات : 1800
التواجد : New york
معدل النشاط : 4424
تقييم المستوى : 15
اوسمتي : ضوابط الحوار ؟ King10

ضوابط الحوار ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ضوابط الحوار ؟   ضوابط الحوار ؟ Icon_minitime112/19/2014, 01:20







اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء



{دموع الورد} كل الشكر لكـِ
الله يعطيكـِ العافيه يارب

خالص مودتى لكـِ
وتقبلي ودي واحترامي













































توقيع : غربة معلم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عابر سبيل
عابر سبيل

بيانات العضو
التسجيل : 22/10/2010
العضوية : 8
الجنس : ذكر
المشاركات : 153
التواجد : أرض الله الواسعة
معدل النشاط : 544
تقييم المستوى : 10

ضوابط الحوار ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ضوابط الحوار ؟   ضوابط الحوار ؟ Icon_minitime112/21/2014, 12:58






مأراوع قلمكِ حين يصول ويجول

بين الكلمات تختارِ الحروف بكل أتقان .. 

تصيغِ لنا من الأبداع سطور تُبهر كل من ينظر إليها .

دمتِ بحب وسعادة
















































.


































توقيع : عابر سبيل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ضوابط الحوار ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ضوابط الفهم السنة وتطبيقها
» آداب الحوار في الإسلام
» لغة الحوار بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية
» إب.. المؤتمر وحلفاؤه يؤيدون قرارات اللجنة العامة ويدعون إلى مواصلة الحوار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تفاحة ادم :: الأقسام العامة :: قسم الحوار والنقاش العام بما يتوافق مع الشريعة الاسلامية-
انتقل الى: