قال تعالي : ( غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ )
** قال الطبري : النصارى. حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، قال: الضالين، النصارى. قال أبو جعفر: فكل حائد عن قصد السبيل، وسالك غير المنهج القويم، فضال عند العرب، لإضلاله وجه الطريق. فلذلك سمى الله جل ذكره النصارى ضلالاً لخطئهم في الحق منهج السبيل، وأخذهم من الدين في غير الطريق المستقيم. انتهي ** قال بن تيمية في الايمان : ولفظ الضلال إذا أطلق تناول من ضل عن الهدى، سواء كان عمداً أو جهلاً، ولزم أن يكون معذباً . انتهي ** قال عبد اللطيف بن عبد الرحمن : وأحق الناس بالوصف الأول: اليهود، وبالوصف الثاني: النصارى؛ لغلبة الوصف الأول على اليهود، وغلبة الثاني على النصارى، ولذلك جاء في حديث عدي بن حاتم: "اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون" ولكن هذا الوصف لا يختص بهم، بل كل منحرف عن الصراط المستقيم إيثاراً لهواه ورأيه فله نصيب من الوصف الأول، ومن انحرف لجهله وعدم فقهه فله نصيب من الوصف الثاني، وهذا الانحراف إن بقي معه أصل الدين الذي لا يقوم الإيمان والتوحيد إلا به فهو من أهل الذنوب من المسلمين وأمره إلى الله، وإن كان الانحراف يخل بأصل الدين والإيمان، ويمنع التوحيد، كحال من يدعو الملائكة والأنبياء والصالحين مع الله في مهماته وملماته ويعتمد عليهم، ويستغيث بهم في شدائده فهذا له حظ وافر ونصيب كامل من الضلال . انتهي ** قال سراج الدين النعماني في اللباب : وأهل الجهل في دين الله، وإليهم الإشارة بقوله تعالى: {وَلاَ الضآلين} . انتهي ** قال الامام محمد بن عبد الوهاب : فالأول صفه اليهود والثاني صفة النصارى وكثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم وأن النصارى. ضالون، ظن الجاهل أن ذلك مخصوص بهم . انتهي