مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
المؤلف: محمد بن عبدالوهاب
الدعاء الذي كان يدعو به ﷺ في الصلاة
وأكثر الدعاء بالدعاء الذي صح « عن رسول الله ﷺ أنه كان يدعو به في الصلاة وهو: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم »
ونزيد المسألة إيضاحا ودلائل لشدة الحاجة إليها فنقول: ليتفطن العاقل لقصة واحدة منها وهي أن بني حنيفة أشهر أهل الردة وهم الذين يعرفهم العامة من أهل الردة وهم عند الناس أقبح أهل الردة وأعظمهم كفرا وهم - مع هذا - يشهدون: أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويؤذنون ويصلون ومع هذا فإن أكثرهم يظنون أن النبي ﷺ أمرهم بذلك لأجل الشهود الذين شهدوا مع الرجال
والذي يعرف هذا ولا يشك فيه يقول: من قال: لا إله إلا الله فهو المسلم ولو لم يكن معه من الإسلام شعرة بل قد تركه واستهزأ به متعمدا فسبحان الله مقلب القلوب كيف يشاء ! ! كيف يجتمع في قلب من له عقل - ولو كان من أجهل الناس - أنه يعرف أن بني حنيفة كفروا مع أن حالهم ما ذكرنا وأن البدو إسلام ولو تركوا الإسلام كله وأنكروه واستهزؤوا به على عمد لأنهم يقولوا: لا إله إلا الله لكن أشهد أن الله على كل شئ قدير نسأله أن يثبت قلوبنا على دينه ولا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب