بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد
حياة الذاكر
[عنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ]رواه مسلم
ذاكر الله حيٌّ ومن سواه ميت ، الذكر حياةٌ ، الذكر رَوْحٌ ورَيحان ، وجنّة نعيم ، و الغفلة عن ذكر الله موت ، والجهل به يجعل الحياة مقبرة ، الحياة بدون ذكر الله تجعل البيوت مساكن للشياطين ، و الأرواح تنشط بذكر الله وتقوى ، والقلوب تطمئن ، وبدونه تخمل وتذبل وتكسل .فالذكر غذاء الأرواح ، والثناء على الله شرابها، والحياء منه لباسها، والخوف منه سكينتها وفي الركوع له عزتها، وفي السجود له كرامتها، قال الله تعالى:[ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [28]الرعد
وتطمئن قلوبهم بذكر الله أي تسكن وتستأنس بتوحيد الله فتطمئن بذكر فضله وإنعامه كما توجل بذكر عدله وانتقامه وقضائه و تستجيب لطاعة الله وتطمع في ثواب الله وتشتاق لوعد الله وتخاف وعيده ، فهم على صلة بالله يسعدهم كل شيء من عند الله ، و يدينون بكل صفات الله ، ويعتقدون أن بيده ملكوت السموات والأرض ، وأمر ه بين الكاف و النون ، لذلك هم واثقون برهم لا يخافون ، و لا يخشون أحداً إلا الله ،
إن الآمال تلعب بالعقول ، وإن الهموم تشعب الأفكار، و إن الغموم تضيق الصدور، فكم من الأوهام حطمت الهمم ، وقيدت النفوس ومنعتها من فعل الخير، وحددت لها مجال حركتها فكلٌّ يطير بجناح همته إلى مقصد قلبه و مهوى فؤاده فإذا بلغ غايته سكن ووقف واطمئن عنده وأنس بذكره.
يقول الحسن البصري رحمه الله:
(الذكرُ ذكران ؛ ذكر الله عز و جل بين نفسك ، وبين الله عز و جل ما أحسنه وأعظم أجره ، وأفضل من ذلك ذكر الله سبحانه عند ما حرم الله عز و جل).
فلا يكفي أن يجمع الذاكر حبات السبحة أو أن يرد الحصيات بعضها إلى بعض ، فليس الذكر طقطقةُ بالسبحةٍ أو لقلقةُ باللسانٍ ، و إنما هو : حضور القلبِ ، وخضوع الجوارح ، والتزام بأمر المولى تبارك وتعالى ، وهجر لمعصيته وخوف من عذابه ، وتعظيمٌ لحرماته.
حياة الذاكر حياة مستقرة،وعيشته رغيدة،مملوءة بالسعادة؛لكل معضلة حلٌّ، ولكل مشكلةٍ بيان ،ولكل داءٍ دواء ،حياة تنبض بالإيمان ، وتشعر بمراقبة الله سبحانه في كل حال .
الشيخ : عمر نديم قبلان
%%%%%%%%%%%
جاء في ضعيف الترغيب :
" ما من يوم وليلة إلا ولله عز وجل فيه صدقة يمنّ بها على من
يشاء من عباده ؛وما منّ الله على عبد بأفضل من أن يلهمه ذكره "
وصدق من قال :
إنّ الذي ينقضي عمره دون أن يذوق لذة الحضور
مع الله في الذكر فاته العمر كله ما أدرك شيء..!
كيف تحضر قلبك مع الله عند الذكر ؟