[size=21]تابع للموضع السابق
النموذج الثاني
[/size][size=21]سورة يس
[/size]
النموذج الثاني الذي نحاول فيه تطبيق ما أوردنا من أفكار هو سورة يس.
بتوفيق من الله, أيضاً, ثم بالاستعانة بتفسير سورة يس الوارد في كتاب (صفوة التفاسير) للشيخ محمد علي الصابوني نحاول تطبيق الأفكار المذكورة سالفا وفق للخطوات المشار إليها فيها وهي كما يلي:
[size=21]الخطوة الأولى : الاستيعاب ويشمل:
[/size](1) الاستيعاب الشامل:
ويتم بإلقاء نظرة شاملة على السورة لمعرفة ملامحها الأساسية المتمثلة في اسم السورة ومعناها وموضوع السورة العام ومجموعات آياتها والمواضيع التي تتناولها (أشرنا إلى أنها عموما تتناول "أ" صفات الله تعالى أو صفات مخلوقات . "ب" التعامل أو السلوك. "ج" النتيجة أو الخاتمة) ثم الربط بين إسمها وموضوعها العام وبين موضوعها العام ومجموعات آياتها متى أمكن ذلك.
(2) الاستيعاب التفصيلي:
ويتم بالدخول في تفاصيل نصوص الآيات وهي كما أشرنا غالبا ما تتحدث عن صفة وموصوف أو فعل وأسباب لهذا الفعل أو نتائج مع تحديد معاني المفردات الصعبة.
[size=21]الخطوة الثانية: الترسيخ (الحفظ):
[/size]
وهو تثبيت نصوص الآيات في الذاكرة حيث يتم حفظ نص الآية المعنية إستنادا على ملامح مما ورد في نص الآية السابقة لها شكلا أو مضمونا.
والآن ننتقل إلى تطبيق هذه الخطوات عمليا في سورة يس.
[size=21]الخطوة الأولى: الاستيعاب:
[/size](1) الاستيعاب الشامل:
بإلقاء نظرة شاملة على السورة نجد أن الملامح الأساسية للسورة والمتمثلة في اسمها وموضوعها ومجموعات آياتها والرابط بينها هي كما يلي:
"أ" اسم السورة ومعناه: ورد في (صفوة التفاسير) أن "يس" هي للتنبيه على إعجاز القرآن الكريم وأنه مصولغ من جنس هذه الحروف الهجائية التي يعرفها العرب ولكن نظمه البديع المعجز دليل على كونه من عند الله. وقال ابن عباس () : معنى "يس" يا إنسان في لغة طئ، وقيل هو اسم من أسماء النبي () وقيل معناه يا سيد البشر.
"ب" موضوع السورة العام: جاء أيضا في كتاب (صفوة التفاسير) أن سورة يس تناولت بشكل عام ثلاثة مواضيع أساسية هي (الإيمان بالبعث والنشور وقصة أهل القرية والأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين).
"ج" مجموعات آيات السورة "صفوة التفاسير":
أولا: ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالقرآن العظيم على صحة الوحي وصدق رسالة محمد () ثم تحدثت عن كفار قريش، الذين تمادوا في الغي والضلال وكذبوا سيد الرسل محمد بن عبد الله، فحق عليهم عذاب الله وانتقامه.
ثم ساقت قصة أهل القرية (أنطاكية) الذين كذبوا الرسل، لتحذر من عاقبة التكذيب بالوحي والرسالة، على طريق القرآن في استخدام القصص للعظة والاعتبار.
وتحدثت السورة عن دلائل القدرة والوحدانية، في هذا الكون العجيب، بدءا من مشهد الأرض الجرداء تدب فيها الحياة، ثم مشهد الليل ينسلخ منه النهار فإذا هو ظلام دامس، ثم مشهد الشمس الساطعة تدور بقدرة الله في فلك لا تتخطاه، ثم مشهد القمر يتدرج في منازله، ثم مشهد الفلك المشحون يحمل ذرية البشر الأولين، وكلها دلائل باهرة على قدرة الله جل وعلا.
وتحدثت عن القيامة وأهوالها، وعن نفحة البعث والنشور التي يقوم فيها الناس من القبور، وعن أهل الجنة وأهل النار، والتفريق بين المؤمنين والمجرمين في ذلك اليوم الرهيب حتى يستقر السعداء في روضات النعيم والأشقياء في درجات الجحيم.
وختمت السورة بالحديث عن الموضوع الأساسي وهو موضوع (البعث والجزاء) وأقامت الأدلة والبراهين على حدوثه.
"د" مجموعات آيات السورة: "المؤلف":
يمكننا تقسيم آيات سورة يس بالإضافة إلى التصنيف السابق والوارد في (صفوة التفاسير) إلى المجموعات التالية حسب تصنيفنا العام لمواضيع نصوص الآيات (أو مواضيع النص بصفة عامة سواء كان مسموعاً أو مقروءاً) حيث أشرنا إلى أنها تتناول صفات أو تعامل أو نتيجة تعامل، وعليه تكون مجموعات الآيات كما يلي:
1/المجموعة الأولى (الآيات 1-5):
تتحدث عن الرسول () من خلال القسم على صدق رسالته.
2/المجموعة الثانية (الآيات 6-12):
تتحدث عن تعامل سلبي من كفار قريش بتكذيبهم سيد الرسل () فحق عليهم عذاب الله وانتقامه.
3/المجموعة الثالثة (الآيات 13-32):
تتحدث عن تعامل سلبي من أهل القرية تمثل في تكذيبهم الرسل وقتلهم الداعية (حبيب النجار) الذي نصحهم.
4/المجموعة الرابعة (الآيات 33-44)
تتناول صفات الله تعالى بحديثها عن دلائل قدرته في الأرض الجرداء تدب فيها الحياة والليل ينسلخ منه النهار ودوران الشمس والقمر والفلك المشحون.
5/ المجموعة الخامسة (الآيات 45-54):
تتحدث عن تعامل سلبي من الكفار تمثل في إعراضهم عن آيات الله وعدم إنفاقهم وعدم تصديقهم بوعد الله مع تصوير حالهم عند النفخ في الصور.
6/ المجموعة السادسة (الآيات 55-58):
تتحدث عن نتيجة وعاقبة إيمان المؤمنين وما أعد الله لهم ولأزواجهم في الجنة.
7/ المجموعة السابعة (الآيات 59- 70):
تتحدث عن نتيجة وعاقبة كفر الكافرين المجرمين وتمييز الله تعالى لهم عن المؤمنين وتحديد السبب وراء هذا التمييز وصورة هذا التمييز.
8/ المجموعة الثامنة (الآيات 71-76)
تتحدث عن التعامل السلبي من قبل كفار مكة بشكل خاص (تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي) حيث أنهم كفروا برغم الأنعام التي ذللها الله لهم.
9/المجموعة التاسعة (الآيات 77-83):
تتحدث عن التعامل السلبي من قبل الكافر بصورة عامة (تفسير الشيخ الشعراوي) برغم آيات الله الواضحة في خلقة من نطفة.
"هـ" الرابط بين اسم السورة وموضوعها العام:
يمكن أن يكون الرابط بينهما هو أن "يس" تشير إلى إعجاز القرآن الذي هو أيضا من الأدلة والبراهين على وحدانية الله كتلك التي أوردتها السورة. كما يمكن أن يكون الرابط هو أن "يس" سيد البشر أرسله الله تعالى لينذر قومه ويخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان عن طريق لفت إنتباهم إلى آيات الله التي يعيشونها في واقعهم.
"و" الرابط بين الموضوع العام للسورة ومجموعات آياتها:
كما أوضحنا سابقا فإن هذا الرابط قد لا يتوفر في كل سورة بشكل واضح حيث أن السورة قد تحتوي على عدة مواضيع لا يوجد رابط، أو تسلسل واضح بينها وهنا يمكن الاكتفاء بتحديد موضوعات مجموعات الآيات ومحاولة حفظها كما هي دون تحديد رابط أو تسلسل بينها.
أما فيما يختص بسورة "يس" فإن الرابط بين الموضوع العام وبين مجموعات آياتها يمكن اعتباره بوجه عام في أن يس سيد البشر قد بعثه الله رسولا ليهدي الناس إلى الإيمان بالله من خلال الإيمان بالبعث والنشور وسرد قصة أصحاب القرية وتكذيبهم الرسل ثم توضيح الأدلة على قدرة الله تعالى.
أما بشكل أكثر تفصـيلا، فيمكن اعتبار الرابـط، في أن السورة أوردت رسالة محمد () وتكذيب قومه (كفار قريش) له ثم ربطها مع رسالة المرسلين إلى القرية وتكذيب قومهم لهم ثم أشارت أولا إلى بعض دلائل قدرة الله المعاشة ثم تحدثت بعد ذلك عن أهوال يوم القيامة والبعث والجزاء وكأنها تريد بذلك أن تقدم دليلا آخر على قدرة الله أكثر إقناعا.
(2) الاستيعاب التفصيلي:
وهنا يتم الدخول في تفاصيل نصوص الآيات مع استخدام كتاب تفسير لشرح المفردات والمعاني غير الواضحة. فإذا كان نص الآية يتحدث عن صفة وموصوف يتم الاستيعاب بالمقارنة لتوضيح ما إذا كانت هذه الصفة أو الصفات موجودة لدى موصوف آخر مشابه (خارج النص غالبا). أما إذا كان النص يتحدث عن فعل وأسباب فيتم الاستيعاب بتوضيح ما إذا كانت هذه الأسباب منطقية تؤدي لوقوع هذا الفعل أم غير منطقية أما المفردات الصعبة فيتم التعامل معها عبر قاعدة التوسع الشكلي أو المضموني في معنى المفردة التي أشرنا إليها سابقاً.
وفيما يلي نورد بعض الأمثلة لتطبيق ما ذكرناه آنفا في سورة يس:
(أ) نصوص تتحدث عن موصوف وصفات:
1/ الآية (32): إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيءٍ أحصيناه في إمامٍ مبينٍ.
2/ الآيات (36-37-38) : سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون () وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون () والشمس تجري لمستقرٍ لها ذلك تقدير العزيز العليم فالآيات السالفة تتحدث جميعها عن موصوف هو الله جل وعلا وصفاته المتمثلة في مقدرته على الأفعال التي ذكرتها الآيات مع ملاحظة أن (العزيز العليم) في الآية الأخيرة هما صفتان في شكل أسماء. ويتم استيعاب هذه النصوص بإجراء مقارنة مع أي موصوف (خالق) آخر في الكون غير الله تعالى يمكن أن تتواجد فيه هذه الصفات فنجده سبحانه وتعالى عما يصفون وهو بالتالي يتفرد بهذه الصفات تفردا تاماً.
(ب) نصوص تتحدث عن أفعال وأسباب:
1/ الآيتان (5-6): تنزيل العزيز الرحيم () لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون تتحدث الآيتان عن فعل "تنزيل الله لكتابه الكريم" والسبب من ورائه وهو لينذر به – محمد – "قوما ... "
2/ الآيتان (20-21) : وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين () اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون. تشير إلى سببين وراء الفعل الذي قام به الرجل – دعوة قومه لاتباع المرسلين – هما أن هؤلاء المرسلين (لا يطلبون منهم أجرا وأنهم مهتدون غير مضلين).
ويتم استيعاب هذه النصوص بتحديد ما إذا كانت الأسباب وراء الأفعال المذكورة منطقية أم غير منطقية حيث نجد أنها منطقية بل قوية المنطق وخاصة ما جاء في الفقرة (1) وحاشا لله تعالى أن تكون أفعاله غير منطقية.
(ج) المفردات الصعبة:
يمكن تطبيق (قاعدة المفردات الصعبة) بتحديد ما إذا كان التوسع المفسر للمفردة توسعا شكليا أو مضمونيا مع ملاحظة أن التوسع المضموني لمعنى الكلمة قد يكون غير واضح وعندئذ يتم استيعاب معنى المفردة بربطها بالنص الذي وردت فيه أو أي نص آخر راسخ في الذهن.
وفيما يلي نورد بعض الأمثلة كما جاء في "صفوة التفاسير و كلمات القرآن : تفسير وبيان" :
1/ توسع شكلي: ويستمد من شكل المفردة المفسرة ويكون واضحا : تطيرنا: تشاءمنا, والتطير التشاؤم وأصله من الطير إذا طار إلى جهة اليسار تشاءموا به.
العرجون: من الانعراج وهو الانعطاف. والعرجون: عود عذق النخلة الذي فيه عناقيد التمر، قال الجوهري: هو أصل العذق الذي يعوج وتقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابسا.
نعمره: التعمير إطالة العمر حتى يبلغ سن الشيخوخة (صفوة التفاسير).
(أ) توسع مضموني واضح: وهنا يكون المضمون الذي تم التوسع فيه بمعنى الكلمة واضحا. ونمثل فيما يلي: ننكسه : التنكيس : قلب الشيء رأسا على عقب، يقال نكست الشيء نكسا إذا قلبته على رأسه (كلمات القرآن) مضمون التنكيس يشير إلى حفظ الشيء والتقليل منه وهو شبيه بقلب الشيء.
فلا صريخ لهم: فلا مغيث لهم من الغرق (كلمات القرآن) مضمون الصراخ يشير إلى الاستغاثة.
ذللناها لهم : صيرناها مسخرة منقادة لهم (كلمات القرآن) التقاء مضمون التذلل والخضوع مع مضمون الانقياد والضعف.
(ب) توسع مضموني غير واضح: أغلالا: جمع غل وهو القيد يوضع في اليد (صفوة التفاسير) وقد تشد به اليد مع العنق. التوسع المضموني هنا غير واضح إلا أنه يتم استيعاب معنى اللفظة يربطها بالنص الذي وردت فيه في الآية المعنية أو أي نص آخر يكون راسخا في الذهن.
[size=21]
الخطوة الثانية: الترسيخ (الحفظ):
[/size]
* الآيات (1-5) (المجموعة الأولى): تعبر عن تسلسل شكلي تمثل في تشابه أواخر مقاطع الكلمات الأخيرة للآيات (الجرس الموسيقي) حيث تلتقي كلها في الياء والنون أو الياء والميم.
* الآية (6) (بداية المجموعة الثانية): تعبر عن تسلسل مضموني للآية السابقة حيث توضح السبب في نزول القرآن الكريم من رب العالمين.
*
الآيات (7-9) : تسلسل شكلي تمثل في تشابه عبارة (فهم غافلون) في الآية (6) مع عبارة (فهم لا يؤمنون) في الآية (7) وعبارة (فهم مقمحون) في الآية ( وعبارة (فهم لا يبصرون) في الآية (9). وهناك تسلسل شكلي حرفي تمثل في تكرار حرفي القاف والميم في الآيات (6-7- كما أن في آيات (7-8-9) تسلسل مضموني تمثل في تصويرها للحال التي كان عليها الذين أنزل عليهم القرآن والتي جعلتهم لا يؤمنون. كما أن هناك تسلسل شكلي في الآية (9) عبارة عن تكرار كلمة (جعلنا) الواردة في الآية السابقة.* الآية (10) : تسلسل شكلي في تشابه عبارة (لا يؤمنون ) في الآية (10) مع عبارة (لا يبصرون) في الآية (9) مع ملاحظة أن ( عدم الإبصار ) يعتبر كناية عن عدم الإيمان.
* الآية (11) : تسلسل شكلي في تشابه (تنذر) فيها مع (تنذرهم) في الآية (10) .
* الآية (12) تسلسل شكلي في تشابه لفظ (إنما) في الآية (11) مع (إنا) في الآية (12) حيث تصبحان كلمة واحدة لو حذفنا الميم الموجودة في (إنما) كما هناك تشابه تركيبي موسيقي بين (أجر كريم) في الآية (11) وبين (إمام مبين) في الآية (12).
* الآية (13) (بداية المجموعة الثالثة) : تسلسل مضموني حيث أن السورة بعد توضيحها لحال كفار قريش وعدم تصديقهم لرسالة محمد () تناولت قصة أصحاب القرية وعدم تصديقهم للرسل وهي تربط بين الحالتين.
* الآيات (14-27): فيها تسلسلان، الأول مضموني عام عبارة عن سرد لأحداث ووقائع متسلسلة تمثلت في حوارين بين المرسلين وأصحاب القرية وبينهم والرجل الذي جاء من أقصا المدينة (حبيب النجار) ويتم استيعابها جميعها باعتبارها خطوات تقود الواحدة لما بعدها . أما التسلسل التفصيلي لهذه الآيات فهو شكلي ومضموني وذلك كما يلي:
[size=21] [/size]الآية (14) : تشابه عبارة (إذ جاءها المرسلون) في الآية (13) مع عبارة (إذ أرسلنا إليهم) في الآية (14) إضافة إلى تكرار كلمة (المرسلون) في الآية (13) و (مرسلون) في نهاية الآية (14).
[size=21] [/size]الآية (15): تكرار وصفين متعاكسين (متناقضين) هما: (فقالوا إنا إليكم مرسلون) في الآية (14) مع (قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا) في الآية (15) مع ملاحظة تكرار مصدر (الكذب) في لفظي (فكذبوهما) في الآية (14) و (تكذبون) في الآية (15) إضافة لتكرار لفظ (قالوا) في الآيتين.
[size=21] [/size]الآية (16): فيها تسلسل مضموني تمثل في ورود كلمة (ربنا) فيها كبديل لكلمة (الرحمن) في الآية (15) . كما أن الآيتين (16) و (17) تعتبران رداً على ما جاء في الآية (15) يشير إلى أن (الرحمن) نفسه الذي زعم أهل القرية أنه لم ينزل شيء يعلم أن هؤلاء الرجال مرسلون وما عليهم إلا البلاغ المبين.
[size=21] [/size]الآية (18): بها تسلسل مضموني حيث تشير إلى أن أهل القرية عجزوا عن مجاراة المرسلين وردودهم وحجتهم فأرادوا اللجوء إلى أسلوب آخر هو أسلوب التشاؤم والتهديد بالأذى والعذاب.
[size=21] [/size]الآية (19): تسلسل شكلي تمثل في تكرار عبارة (طائركم معكم) في الآية (19) مع عبارة (تطيرنا بكم) في الآية (18).
[size=21] [/size]الآية (20): تسلسل مضموني تمثل في أن مجيء الرجل (حبيب النجار) تم في الوقت المناسب حين تأزم الموقف بين المرسلين وأهل القرية الذين كادوا أن يوقعوا بالمرسلين وينفذوا تهديدهم لهم. أيضا تسلسل شكلي تمثل في تكرار (قوم) في الآية (20).
[size=21] [/size]الآية (21): تسلسل شكلي في تكرار عبارة (اتبعوا) في الآية (21). كما أن الآية (21) توضح السبب وراء دعوة (حبيب النجار) قومه لاتباع المرسلين وهو أنهم لا يسألونهم أجرا وإنهم مهتدون.
[size=21] [/size]الآيات (22-24): تسلسل مضموني حيث أن (حبيب النجار) تجرأ وأوضح لأهل القرية موقفه الشخصي من المرسلين بعد أن أوضح لهم رأيه فيهم. وكأنه أراد من هذا التجرؤ وكشف حقيقة موقفه الإيجابي أن يكون سببا قويا لإقناع أهل القرية باتباع المرسلين. كما أن هذه الآيات توضح الأسباب وراء موقف (حبيب النجار) الإيماني هذا.
[size=21] [/size]الآية (25): تسلسل شكلي تمثل في تكرار كلمة (إني) في الآية (25) كما يوجد تسلسل مضموني تمثل في أن الآية (25) تؤكد إيمان (حبيب النجار) وهي حالة مناقضة للحالة السابقة وهي حالة (الضلال المبين).
[size=21] [/size]الآيات (26-27): تسلسل مضموني تمثل في توضيح الثواب العظيم الذي كوفئ به (حبيب النجار) بسبب إيمانه وتحديه لأهل القرية بقوله (فاسمعون) وتفصل الآية (27) هذا الثواب وهو أن الله غفر له وجعله من المكرمين.
[size=21] [/size]الآيتان (28-29): تسلسل مضموني حيث تشيران إلى نهاية قصة أصحاب القرية والداعية (حبيب النجار) وتوضحان أن الله تعالى لم ينزل على قوم (حبيب النجار) بعده جند من السماء وإنما قضى عليهم بالصيحة الواحدة. أما شكليا فالتسلسل يتمثل في تكرار عبارتي (قومي) في الآية (26) و (قومه) في الآية (28).
[size=21] [/size]الآية (30): فضلا عن التسلسل المضموني في هذه الآية حيث أنها تقيّم الموقف عموما وتبدي الحسرة على العباد في الاستهزاء بالرسل وتكذيبهم فإن بها أيضا ما يعتبر تسلسلا شكليا وهو تشابه عبارتي (إلا كانوا) في الآية (30) مع (إن كانت إلا) في الآية (29).
[size=21] [/size]الآيتان (31-32): تسلسل مضموني حيث تبديان التعجب على إستهزاء العباد بالرسل على الرغم من أن الله أهلك من سار قبلهم من القرون على نفس النهج وأنهم جميعا يرجعون إلى الله يوم القيامة.
* الآيات (33-46): (بداية المجموعة الرابعة) عبارة عن تسلسل مضموني عام تمثل في إشارة الآيات إلى أن حال الكفار والمشركين لم ينحصر فقط في تكذيب الرسل كما أوضحت الآيات السابقة وإنما تمثل أيضا في إعراضهم عن آيات الله الواضحة بينهم والتي أشارت إليها الآيات بل إنهم تمادوا أكثر من ذلك بأن كذبوا صراحة بوعد الله فقالوا (متى هذا الوعد).
أما التسلسل التفصيلي لهذه المجموعة من الآيات فيمكن الإشارة إليه كما يلي:
[size=21] [/size]الآية (33): تسلسل مضموني حيث تعتبر البداية لاستعراض آيات الله التي كذب بها الكفار.
[size=21] [/size]الآية (34): تسلسل مضموني حيث توضح الآية شيء آخر مما أخرجه الله تعالى من الأرض الميتة بعد إحيائها وهو جنات النخيل والأعناب وعيون الماء. وتسلسل آخر في التشابه بين عبارة (وجعلنا فيها) في الآية (34) وعبارة (وأخرجنا منها ) في الآية (33).
[size=21] [/size]الآية (35): تسلسل مضموني تمثل في توضيح الحكمة من إحياء الله الأرض الميتة بالحب والفواكه والغاية من ذلك وهي شكر الله تعالي.
[size=21] [/size]الآية (36): تسلسل مضموني حيث تعتبر الآية ختم لموضوع إحياء الأرض الميتة الذي ضربه الله مثلا وفيها تسبيح لله تعالى في إحياء الأرض الميتة وخلق الأزواج.
[size=21] [/size]الآية (37): تسلسل مضموني حيث تتحدث الآية عن آية أخرى من آيات الله ومعجزاته بعد حديث الآيات السابقة عن آية إحياء الأرض الميتة وهي سلخ النهار من الليل وآية الظلام التي تنتج عن ذلك.
[size=21] [/size]الآية (38): تسلسل مضموني حيث أوردت الآية الحديث عن الشمس وجريانها بشكل مستقر مما ينتج عنه آية النهار التي أشارت إليها الآية السابقة.
[size=21] [/size]الآية (39): تسلسل مضموني حيث تحدثت الآية عن القمر ومنازله بعد أن تحدثت الآية السابقة عن الشمس وجريانها.
[size=21] [/size]الآية (40): تسلسل مضموني حيث جمعت بين كل ما ورد في الآيات الثلاث السابقة فتحدثت عن الشمس والقمر والليل والنهار.
[size=21] [/size]الآية (41): تسلسل مضموني تمثل في الحديث عن آية ثالثة من آيات الله وهي الفلك في البحار. أما التسلسل الشكلي فنجده في تكرار كلمة (الفلك) في الآية (41) مع كلمة (فلك) في الآية (40) وهما جناس تام في حروفه مع اختلاف في التشكيل.
[size=21] [/size]الآية (42): تسلسل مضموني حيث تشير إلى أن الله تعالى لم يقصر الفلك على ذرية المخاطبين (الكفار) فقط وإنما شملهم أيضا به.
[size=21] [/size]الآيتين (43-44): تسلسل مضموني حيث تشير إلى أن الفلك رحمة الله الذي لو أراد لأغرق البشر بدون الفلك.
[size=21] [/size]الآيتين (45-46): (بداية المجموعة الخامسة) تسلسل مضموني حيث تشير الآيتان إلى إعراض المشركين وعدم إيمانهم بالآيات التي بين أيديهم وخلفهم. كما أن هناك تسلسل شكلي تمثل في التشابه بين كلمتي (ترحمون) في الآية
(45) مع رحمة في الآية (44). كما أن الآية (46) تتحدث عن آيات الله
وقدراته الواردة في الآيات السابقة.
[size=21] [/size]الآية (47): تسلسل شكلي تمثل في التشابه بين عبارتي (وإذا قيل لهم أنفقوا) في الآية (47) مع (وإذا قيل لهم اتقوا) في الآية (45) إضافة إلى التشابه بين كلمتي (أنفقوا) في الآية (47) و (اتقوا) في الآية (45).
[size=21] [/size]الآية (48): تسلسل مضموني إذ أن المشركين لم يكتفوا بتكذيب المرسلين وتكذيب آيات الله الواضحة أمامهم وإنما تمادوا في التكذيب وعدم الإيمان فأعلنوا صراحة تكذيبهم بوعد الله تعالى ويوم الحساب. وهناك تسلسل شكلي يتراءى في التشابه بين عبارة (ويقولون) في الآية (48) وعبارة (وإذا قيل لهم) في الآية (47).
[size=21] [/size]الآيات (49-54): تسلسل مضموني عام حيث تبدو هذه الآيات وكأنها ترد على التساؤل الوارد في الآية السابقة وتصور الحال التي يؤول إليها المشركون يوم القيامة والتي تؤكد لهم وقوع الوعد الذي كانوا به يكذبون من قبل فأصبح حقيقة واقعة أمامهم. أما التسلسل المضموني التفصيلي بين هذه الآيات فيبدو كما يلي (إضافة إلى تكرار حرف بارز هو الصاد في كل آيات المجموعة عدا الآية (54):
[size=21]o [/size]الآية (49): تكرار حرفي الصاد والياء في الآية (49) في كلمتي (صيحة) و(يخصمون) بعد ورود الحرفين في الآية (48) في كلمة صادقين (تسلسل شكلي).
[size=21]o [/size]الآية (50): تكرار حرفي الصاد والياء أيضا في كلمة (توصية) كما أن كلمة (توصية) وردت منها ثلاثة حروف في الآية السابقة وهي حروف الصاد والياء والتاء المربوطة في كلمة (صيحة). كما وردت منها ثلاثة حروف أيضا في الآية السابقة في كلمة (يخصمون) هي حروف الواو والصاد أما الحرف الثالث فهو حرف التاء الموجود عندما نرجع كلمة (يخصمون) إلى أصلها وهو (يختصمون)، (تسلسل شكلي).
[size=21]o [/size]الآية (51): تسلسل مضموني تمثل في تكرار معنى واحد في عبارة (نفخ في الصور) في الآية (51) مع عبارة (صيحة واحدة) في الآية (49) بالإضافة إلى التشابه بين عبارتي (إلى ربهم ينسلون) في الآية (51) و (إلى أهلهم يرجعون) في الآية (50).
[size=21]o [/size]الآية (52): تسلسل مضموني حيث أن الآية (52) تعتبر الخطوة اللاحقة لما ورد في الآية السابقة (51). وهناك أيضا تسلسل شكلي تمثل في التشابه الناقص بين كلمتي (المرسلون) في الآية (52) و (ينسلون) في الآية (51).
[size=21]o [/size]الآيتان (53-54): تسلسل مضموني حيث تعتبران تفسير وإجابة على استفسار المشركين عمن بعثهم من مرقدهم وتوضيح لما سيحدث لكل نفس بعد هذا البعث.
[size=21] [/size]الآيات (55-68) (بداية المجموعة السادسة): تسلسل مضموني بشكل عام تمثل في أنه وبعد أن أكدت الآيات السابقة وقوع يوم البعث والحساب تحدثت هذه الآيات عن أحوال العباد في يوم البعث وقسمتهم بين أصحاب الجنة وأصحاب جهنم وهم المجرمون وصورت حال كل فريق منهم. أما التسلسل التفصيلي لهذه الآيات فهو كما يلي:
[size=21]o [/size]الآية (55): تسلسل شكلي في تكرار كلمة (اليوم) في الآية (55) مع (فاليوم) في الآية (54). كما أن هذه الآيات تفصل ما ورد في الآية (54) من أنه في هذا اليوم لا تظلم نفس شيئا وتجزي كل نفس ما كانت تعمل فمن عبد الله جزاؤه الجنة ومن عبد الشيطان فجزاؤه جهنم كما أوضحت الآيات اللاحقة.
[size=21]o [/size]الآية (56): تسلسل مضموني حيث أوضحت أن النعيم الذي يلقاه أهل الجنة كما بينت الآية (55) لا يشملهم لوحدهم إنما هم وأزواجهم . وهناك تسلسل شكلي في تشابه عبارة (في ظلال ... متكئون) في الآية (56) مع عبارة (في شغل فاكهون) في الآية (55).
[size=21]o [/size]الآيتان (63-64): تسلسل مضموني حيث تشيران إلى أن جهنم هي العاقبة المحتمة للضلال الوارد ذكره في الآية السابقة مع وجود تسلسل شكلي في التشابه بين عبارتي (كنتم تكفرون) في الآية (64) و(كنتم توعدون) في الآية (63).
[size=21]o [/size]الآية (65): تسلسل شكلي مضموني تمثل في تكرار كلمة (اليوم) الواردة في الآية السابقة, كما توضح الآية (65) ما سيحدث للمشركين والعصاة في ذلك اليوم حيث تشهد عليهم أعضاء أجسا