نعيش حياةً مليئة بالتعقيد والمشاغل – أو ربما هكذا نعتقد – فسواء على الصعيد الدراسي أو العملي أو الشخصي تصادفنا الكثير من الظروف التي تجعلنا نأخذ الأمور من حولنا بجدية، فنعاني من الضغوط ومن الالتزامات بشكلٍ صعبٍ ومتكرر، ونتمنى لو أننا نعيش حياة بسيطة ، لكن مهلًا الحياة لست بهذا التعقيد، فتبسيطها أمر لن يتطلب منا سوى الالتزام ببضعة قواعدٍ. الشيء الذي سيكسبنا وقتًا أكبر للقيام بالأهم وتنظيمًا أفضل لما نفعله في العادة، من خلال هذا المقال، سنحدد أهم سبع قواعد تضمن بشكلٍ أساسي الحصول على حياة بسيطة خالية من أي تعقيد…

ضع حدودًا لكل ما تقوم به !

حدد حدود ما تفعله بشكلٍ جلي وضع لنفسك دائمًا خطوط لا تتخطاها، ليست بالضرورة خطوطًا حمراء – كما هو متعارف عليه – فالأمر لايحمل من الخطورة شيء بقدر ماهو هام لتحديد الأمور الهامة والأمور الثانوية، فعل ذلك سيمكنك من تحديد الأولويات، وما يجب القيام به قبل غيره، فمثلًا، إن كانت تنوي المذاكرة حدد عدد الساعات التي ستستغرقها وعدد الاستراحات وفتراتها… حاول ألا تتعدى المدة التي وضعتها لكل عمل عليك القيام به، أيضًا، وضع الحدود ليس أمرًا معيقًا يحد من إنجازاتك، بل على العكس، سيمكنك من معرفة ما تقوم به وما الذي ينبغي عليك القيام به. هذه المقاربة ستضعك دائمًا على الطريق الصحيح وستوضح القادم أمامك، وهذه أول خطوة نحو حياة بسيطة ..

السر في بداية اليوم…

كالكثير من الأشخاص، لابد وأنك، فور استيقاظك، تراجع إيميلك الشخصي وتفتح حسابك على مواقع التواصل الاجتماعي لتتابع المستجدات أو تقرأ الأخبار، وهذا أمرٌ خاطئٌ، فأن تبدأ يومك بهذا بكم من الأحداث المثيرة أو بالرسائل العملية الجدية أمرٌ قد يؤثر سلبًا عليك بقية اليوم، لهذا، ركز على بداية يومك وابتعد تمامًا عن الهاتف. استيقظ بهدوء وخذ فطورك على مهلك، ثم ابدأ يومك بعد ذلك.
هنا، إن كنت ممن يستيقظون قبل الذهاب للعمل بنصف ساعةٍ مثلًا ويستعجلون تحضيرهم للخروج دون فطور أو تركيز فدعني أخبرك أنها أكبر عاداتك السيئة التي تزيد من حدة ضغطك وتعقيد حياتك، احرص على الاستيقاظ قبل التزاماتك بوقتٍ كافٍ لاهتمامك بنفسك نفسيًّا وبدنيًّا.

رتب أشياءك حسب نوعها وليس مكانها

من أجل حياة بسيطة عليك بتنظيم كل شيء، فالتنظيم أساس البساطة، ولابد هنا أن نتحدث عن تنظيمك وترتيبك لأشياءك سواء في المكتب أو في البيت.
في كتابها “سحر التنظيم“، تقول ماري كوندو أن الطريقة المثلى لتنظيم الأشياء تكمن أساسًا في ترتيبها حسب نوعها وليس حسب المكان التي توجد فيه. مثلًا، إن أردت تنظيم كتبك فيجب أن تجعلها جميعها في نفس المكان، وتعمد على ترتيبها – حسب ما تقول الكتابة – بطريقة عمودية، حسب ما تراه مناسبًا لاستخدامك (جعل الأهم الفوق على مرأى الأعين أو الأكثر استخدامًا…)، أو إن أردت أن تنظم مطبخك فضع كل فئة في مكانٍ واحدٍ ولا ترتب بعشوائية. فحتى وإن كانت جميع أدوات المطبخ “مرتبة” في نفس الخزانة، فيجب أن تُنَظَّمَ داخلها أيضًا حسب النوع والفئة.

نظم الوحدة في حياتك

إن حياتنا مهما كانت معقدة، فهي مليئة أيضًا بالضجيج الذي يحيطنا من كل جانب، فسواءٌ في العمل أو البيت أو الشارع أو غيرهم من الأماكن، نسمع ونرى الكثير من الأمور والأفكار التي تتطاير هنا وهناك سواء من أشخاص أو حتى من ملصقات إعلانات نراها هنا أو هناك.
من أجل التخلص من كل هذا، لابد وأن تخطف لنفسك يوميًّا ربع ساعةٍ لفعل اللاشيء. فقط، الجلوس دون حراك ودون تفكير. الأمر سيساعدك في إيجاد نفسك وسط كل هذه الزحمة. وسيمكنك من إكمال يومك بهدوء وبساطة، وتغيير حياتك إلى حياة بسيطة ..

تعلم كيف تقول “لا” !

اقتباس :

أقدم الكلمات على سطح الأرض هي (نعم) و (لا) .. وهي أكثر الكلمات التي تحتاج تفكيرًا قبل النطق بها. – فيثاغورس

إن أكبر الضغوط التي تواجه الأشخاص في حياتهم سببها قولهم (نعم) في موقف يفترض أن يكون جوابهم فيه هو (لا). فقد تقبل بحضور حدث أو تقوم بعمل إضافي لصديقك… وغيرها من الأمور التي تزيد من قلقك وتوترك وتتطلب مجهودًا منك ربما أنت في غنىً عنه.
لهذا، ومن أهم القواعد التي يجب أن تكتسبها هي قول لا في المواقف التي تضايقك أو لاتريد حقًا القيام بها. فالأمر سيساعدك في ترتيب أولوياتك واختيار فقط ما يناسبك.
الرفض أمرٌ طبيعي، سواء لدعوة أو طلب أو حتى أمر. المهم أن يتم بطريقة صائب لاتؤدي من أمامك ولاتخلف لديك ندمًا أو قلقًا عكسيًّا. وبالتالي، حاول أن تلتزم لباقة الحديث وحسن القول خلال رفضك لما لاتريده. لكن المهم، أن ترفض !

توقف عن فعل أكثر من شيء في وقتٍ واحد

يظن الكثيرون أن القيام بأمور كثير في الوقت نفسه يضاعف من الفعالية والإنتاجية، والأمر خاطئٌ تمامًا. ففي علم الأعصاب، لايمكن للدماغ البشري أن يُركز بكفية ثابتة في أكثر من أمر واحدٍ. فإن أجبرته على فعل ذلك، فأنت تزيد من ضغطك عليه. والنتيجة: إهدار للوقت والجهد دون أي تحسن !
إذًا، لاتتعب نفسك، ولاتقم بأمور كثيرة في الوقت ذاته. فقط نظم أولوياتك، وأبدأ بالأهم ثم ما يليه إلى أن تنهي مهامك أو قائمة ماعليك فعله. التنظيم أفضل من الخلط !

كلما بدأت جملة “يجب أن…” توقف للحظة !

قبل أن تتم جملتك توقف قليلًا، واسأل نفسك: “لماذا؟ لماذا يجب عليك أن تقوم بكذا وكذا؟ ألأجل شخصٍ غير نفسك؟ أتريد حقًا القيام بذلك؟ أيمكنك القيام بذلك؟…” كثيرة هي الأسئلة التي يجب عليك من خلالها تحديد الغاية والأكثر تحديد ما تريده أنت حقًّا. لا تقم بما لايعجبك أو يفوق طاقاتك. اجعل الحياة بسيطة وسهلة، وكن مخلصًا لنفسك ولذاتك.

باحترامك لهذه القواعد السبع، أنت الآن مستعدٌ للعيش ببساطة